کد مطلب:370171 شنبه 17 تير 1396 آمار بازدید:825

فی جابر بن یزید الجعفى
 فی جابر بن یزید الجعفى‏

(1)


335- حدثنی حمدویه و ابراهیم ابنا نصیر، قالا: حدثنا محمد بن عیسى عن علی بن الحكم، عن ابن بكیر، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد اللّه علیها السّلام عن أحادیث جابر؟ فقال: ما رأیته عند أبی قط إلا مرة واحدة و ما دخل علی قط.


336- حمدویه و ابراهیم، قالا: حدثنا محمد بن عیسى، عن علی بن الحكم عن زیاد بن أبی الحلال، قال: اختلف أصحابنا فی أحادیث جابر الجعفی، فقلت لهم: أسأل أبا عبد اللّه علیه السّلام، فلما دخلت ابتدأنی، فقال: رحم اللّه جابر الجعفی كان یصدق علینا، لعن اللّه المغیرة بن سعید كان یكذب علینا


______________________________

فیلزم أن یكون مجبورا فی فعله، و هو قول الجبریة و ذلك باطل، فیتعین المصیر الى القول بالاستطاعة.


و هذه شبهة عویصة لا سبیل الى المخرج عنها الا مما سلكناه فی كتاب الایقاضات، و فی كتاب القبسات بفضل اللّه سبحانه.


فی جابر بن یزید الجعفى‏


قال فی الصحاح: جعفی أبو قبیلة من الیمین، و هو جعفی بن سعد العشیرة ابن مذحج، و النسبة الیه كذلك، و منهم عبید اللّه بن الحر الجعفی و جابر الجعفی‏[896] و فی القاموس: جعفی ككرسی ابن سعد العشیرة أبو حی بالیمن و النسبة جعفی أیضا[897].


و فی مجمل اللغة لأحمد بن فارس: جعفی قبیلة و النسبة الیهم جعفی.


قلت: جعفى على فعلى بالضم و بالقصر موضع بالكوفة، أو بالسواد قریبا من الكوفة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 437


337- حمدویه، قال: حدثنا یعقوب بن یزید، عن ابن أبی عمیر، عن عبد الحمید بن ابی العلاء، قال: دخلت المسجد حین قتل الولید، فاذا الناس مجتمعون قال: فأتیتهم فاذا جابر الجعفی علیه عمامة خز حمراء و اذا هو یقول: حدثنی وصی الاوصیاء و وارث علم الانبیاء محمد بن علی علیه السّلام، قال، فقال الناس: جن جابر جن جابر.


338- آدم بن محمد البلخی، قال: حدثنا علی بن الحسن بن هارون الدقاق قال: حدثنا علی بن أحمد، قال: حدثنى علی بن سلیمان، قال: حدثنی الحسن ابن علی بن فضال، عن علی بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفی، قال: سألت أبا عبد اللّه علیه السّلام عن تفسیر جابر؟ فقال: لا تحدث به السفلة (1) فیذیعونه، أما تقرأ فی كتاب اللّه عز و جل‏ «فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ[898]» ان منا اماما مستترا فاذا أراد اللّه إظهار أمره نكت فی قلبه، فظهر فقام بأمر اللّه‏


______________________________

قال النجاشی فی ترجمة محمد بن الحسین بن سعید الصائغ: انه كوفی مات سنة تسع و ستین و مأتین، و صلى علیه جعفر المحدث المحمدی و دفن فی جعفى‏[899]


قوله (ع): لا تحدث به السفلة


السفلة بفتح السین و كسر الفاء جمع و لیس بواحد، یقال: قوم سفلة و فلان من السفلة، و لا یقال هو سفلة.


قال فی المغرب: السفل خلاف العلو بالضم و الكسر فیهما، و قوله قلب الرداء أن یجعل سفلاه و أعلاه الصواب أسفله، و سفل سفولا خلاف علا من باب طلب، و منه بنت بنت بنت و ان سفلت، و ضم الفاء خطا لأنه من السفالة الخساسة.


و منه السفلة لخساس الناس و أراذلهم، و قیل: استعیرت من سفلة البعیر و هی‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 438


339- جبریل بن أحمد، حدثنی الشجاعی، عن محمد بن الحسین، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على ابی جعفر علیه السّلام و أنا شاب، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال ممن؟ قلت: من جعفى، قال: ما أقدمك الى هاهنا؟ قلت: طلب العلم، قال: ممن؟ قلت: منك، قال: فاذا سألك أحد من أین أنت؟ فقل من أهل المدینة، قال، قلت: أسألك قبل كل شی‏ء عن هذا، أ یحل لی ان اكذب؟ قال: لیس هذا بكذب من كان فی مدینة فهو من اهلها حتى یخرج.


قال و دفع إلی كتابا و قال لی: ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امیة فعلیك لعنتی و لعنة آبائی، و اذا أنت كتمت منه شیئا بعد هلاك بنی أمیة فعلیك لعنتی و لعنة آبائی، ثم دفع إلی كتابا آخر، ثم قال و هاك هذا فان حدثت بشی‏ء منه أبدا فعلیك لعنتی و لعنة آبائی.


340- جبریل بن أحمد، حدثنی محمد بن عیسى، عن عبد اللّه بن جبلة الكنانی، عن ذریح المحاربی، قال: سألت أبا عبد اللّه علیه السّلام عن جابر الجعفی و ما


______________________________

قوائمه، و من قال السفلة- بكسر السین و سكون الفاء- فهو على وجهین: أن یكون تخفیف السفلة كاللبنة، و جمع سفیل كعلیه فی جمع علی، و العامة تقول: هو سفلة من قوم سفل و قد انكروا قوله.


و وجه اللّه و أمانة اللّه من ایمان السفلة یعنی الجهلة الذین یذكرونه و قال أبو حنیفة یعنی الخارجة[900] انتهى كلام المغرب.


قیل: و سئل أبو حنیفة عن السفلة فقال: هو كافر النعمة، و عن أبی یوسف من باع دینه بدنیاه، و عن الاسمعی: من لا یبالی بما قال و قیل فیه.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 439


روى؟ فلم یجبنی، و أظنه قال: سألته بجمع (1) فلم یجبنی فسألته الثالثة؟ فقال لی:


یا ذریح دع ذكر جابر فان السفلة اذا سمعوا بأحادیثه شنعوا، او قال: اذاعوا.


341- جبریل بن أحمد الفاریابی، حدثنی محمد بن عیسى العبیدى، عن علی بن حسان الهاشمی، قال: حدثنی عبد الرحمن بن كثیر، عن جابر بن یزید قال قال أبو جعفر علیه السّلام: یا جابر حدیثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوان وعر أجرد (2) لا یحتمله و اللّه الا نبی مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن، فاذا ورد علیك یا جابر شی‏ء من أمرنا فلان له قلبك فأحمد اللّه، و ان أنكرته فرده إلینا أهل البیت، و لا تقل كیف جاء هذا، و كیف كان و كیف هو، فان هذا و اللّه الشرك باللّه العظیم‏


______________________________

قوله: سألته بجمع‏


كأنه كان السؤال یجمع و هو المزدلفة مرة ثانیة بعد المرة الاولى، فلذلك قال: فسألته الثالثة، و فی نسخة «الثانیة» مكان «الثالثة» فیكون السؤال أولا بجمع.


قوله (ع): حدیثنا صعب مستصعب أمرد ذكوان وعر أجرد


«مستصعب» بكسر العین المهملة من استصعب علیه الامر أی صعب.


و «أمرد» بالراء و اهمال الدال على أفعل الصفة من المرودة و المرادة، بمعنى الشرود و الشدة، و المارد من الرجال العاتی الشدید، و المتمرد هو الشارد الشدید الشرود، و الامرد من لا لحیة له.


و فی أساس البلاغة: من المجاز جبل متمرد و جبال متمردات و شجرة مرداء لا ورق لها[901].


و الامرد من الحدیث كنایة عن التمام المحض و الصعب العویص المعتاص المتشرد معناه على الاذهان الضیقة القاصرة، و المتباذخ المتمرد مغزاه على الفطن الكلیلة الخامدة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 440


342- علی بن محمد، قال: حدثنی محمد بن أحمد، عن یعقوب بن یزید، عن عمرو بن عثمان، عن أبی جمیلة، عن جابر، قال: رویت خمسین الف حدیث ما سمعه أحد منی‏


______________________________

و «ذكوان» على فعوال بزیادة الواو و الالف من الذكارة، باعجام الذال قبل الكاف و الراء بعد الالف من الذكورة، أو من الذكر بالكسر و الذكرة بالضم بمعنى الصیت و الشرف و الشدة و الصعوبة.


قال ابن الاثیر فی النهایة: الذكارة بالكسر من الطیب ما یصلح للرجل كالمسك و العنبر و العود، و هی جمع ذكر و الذكورة مثله، و منه الحدیث «و كانوا یكرهون المؤنث من الطیب و لا یرون بذكورته بأسا» هو ما لا لون له ینفض كالعود و الكافور و العنبر، و المؤنث طیب النساء كالخلوق و الزعفران‏[902].


و فی أساس البلاغة: له ذكر فی الناس، أی صیت و شرف، و ذكور الطیب ما لا ردع له‏[903].


و فی القاموس: الذكر بالكسر الصیت كالذكرة بالضم الشرف، و المذكر من السیف ذو الماء، و من الایام الشدید الصعب‏[904].


و فی طائفة من نسخ الكتاب «ذكوان»[905] على فعلان بزیادة الالف و النون من الذكا بالقصر أو الذكاء بالمد، و هو سطوع رائحة المسك و تمام تضوعها و ارتفاع لهیب النار و اشتعال ضوئها.


قال فی القاموس: ذكت النار ذكوا و ذكاء بالمد، عن الزمخشری، و استذكت‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 441


343- جبریل بن أحمد، حدثنی محمد بن عیسى، عن اسماعیل بن مهران عن أبی جمیلة المفضل بن صالح، عن جابر بن یزید الجعفی، قال: حدثنی أبو


______________________________

اشتدت لهبها، و بالضم غیر مصروفة الشمس، و ابن ذكاء بالمد الصبح و مسك ذاك و ذكیة ساطع ریحه‏[906].


و فی المغرب: و أصل التركیب یدل على التمام، و منه ذكاء السن بالمد لنهایة الشباب، و ذكا النار بالقصر لتمام اشتعالها[907].


و فی النهایة الاثیریة: الذكاء شدة وهج النار یقال: ذكیت النار اذا اتممت اشتعالها و رفعتها، و ذكت النار تذكو ذكا- مقصور- أی اشتعلت و قیل: هما لغتان‏[908].


و «وعر» بفتح الواو و تسكین العین المهملة و الراء، أی صعب عسر النیل.


فی الصحاح: جبل وعر- بالتسكین- و مطلب وعر قال الاصمعی: و لا تقل وعر[909].


و «أجرد» بالجیم قبل الراء و الدال المهملة بعدها على أفعل، الصفة من الجرد بالتحریك.


فی أساس البلاغة: أرض جرداء متجردة عن النبات، و قد جردت جردا، و نزلنا فی جرد فی فضاء بلا نبات، و هی تسمیة بالمصدر، و سنة جرداء كاملة متجردة عن النقصان‏[910].


و فی الصحاح: و رجل أجرد بین الجرد لا شعر علیه، و فرس أجرد، و ذلك اذا رقت شعرته و قصرت و هو مدح، و كل شی‏ء قشرته عن شی‏ء فقد جردته عنه،


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 442


جعفر علیه السّلام بسبعین ألف حدیث لم أحدث بها أحدا قط، و لا احدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لأبی جعفر علیه السّلام جعلت فداك انك قد حملتنی وقرا عظیما بما حدثتنی به من سركم الذی لا أحدث به أحدا، فربما جاش فی صدری (1) حتى یأخذنی منه شبه الجنون، قال: یا جابر فاذا كان ذلك فاخرج الى الجبان فاحفر حفیرة و دل رأسك (2) فیها، ثم قل: حدثنی محمد بن علی بكذا و كذا


______________________________

و المقشور مجرود و ما قشر عنه جرادة[911].


و منه فی الحدیث «الجنة جرد مرد» أی أجارد عن النقصان أمارد عما یشوبهم من الشوائب.


قوله رحمه اللّه: فربما جاش فی صدرى‏


یقال: جاش القدر جیوشا و جیشانا اذا غلا و فار، و جاشت العین اذا فاضت و جاش الوادی أو البحر اذا زخر و طما.


قوله (ع): و دل رأسك‏


بفتح الدال المهملة و تشدید اللام المكسورة على فعل الامر من التدلیة، بمعنى الادلاء أی الارسال و الالقاء و الانزال.


فی النهایة الاثیریة: فی حدیث الاسراء «تدلى فكان قاب قوسین» التدلى:


النزول من العلو، و قاب قوسین قدره، و الضمیر فی تدلى لجبرئیل علیه السّلام، یقال:


أدلیت الدلو و دلیتها اذا أرسلتها فی البئر و دلوتها أدلوها فأنا دال اذا أخرجتها[912].


و فی المغرب: أدلیت الدلو أرسلتها فی البئر، و منه أدلى بالحجة أحضرها، و فی التنزیل‏ «وَ تُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ» أی لا تلقوا أمرها و الحكومة فیها، و دلاه من سطح بحبل أی أرسله فتدلى و دلى رجلیه من السریر[913].


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 443


344- نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو یعقوب اسحاق بن محمد البصری، قال: حدثنا علی بن عبد اللّه، قال: خرج جابر ذات یوم و على رأسه قوصرة راكبا قصبة حتى مر على سكك الكوفة، فجعل الناس یقولون: جن جابر جن جابر! فلبثنا بعد ذلك أیاما، فاذا كتاب هشام قد جاء بحمله الیه.


قال: فسأل عنه الامیر فشهدوا عنده أنه قد اختلط، و كتب بذلك الى هشام فلم یتعرض له، ثم رجع الى ما كان من حاله الاول.


345- نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضیل عن زید الحامض، عن موسى بن عبد اللّه، عن عمرو بن شمر، قال: جاء قوم الى جابر الجعفی فسألوه أن یعینهم فی بناء مسجدهم؟ قال: ما كنت بالذی أعین فی بناء شی‏ء یقع منه رجل مؤمن فیموت، فخرجوا من عنده و هم ینحلونه (1) و یكذبونه، فلما كان من الغد أتموا الدراهم و وضعوا أیدیهم فی البناء، فلما كان عند العصر زلت قدم البناء فوقع فمات‏


______________________________

قلت: و من المشهور أن الادلاء هو الاهباط و الارسال فی جهة السفل، و التدلیة هی الاصعاد و الاخراج الى جهة العلو.


كما قال فی القاموس: دلوت و أدلیت أرسلتها فی البئر و دلاها جبذها لیخرجها[914] و لكن التعویل على ما فی النهایة و المغرب.


قوله: و هم ینحلونه‏[915]


بفتح النون و تشدید الحاء المهملة من باب التفعیل للنسبة، من النحلة بالكسر بمعنى الدعوى، أی ینسبونه الى الادعاء لنفسه ما لیس له.


یقال: نحله القول ینحله بالفتح فیهما نحلا اذا أضفته الیه و ادعیته علیه و لیس‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 444


346- نصر، قال: حدثنا اسحاق، قال: حدثنا علی بن عبید، و محمد بن منصور الكوفی، عن محمد بن اسماعیل عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن یزید رجل من جعفى، قال: خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى انتهى الى السواد، قال: فبینا نحن قعود و راع قریب منا: اذلفتت نعجة (1) من شائه الى حمل، فضحك جابر، فقلت له: ما یضحكك أبا محمد؟ قال: ان هذه النعجة دعت حملها فلم یجی‏ء، فقالت له: تنح عن ذلك الموضع فان الذئب عاما أول (2) أخذ أخاك منه‏


______________________________

هو من قوله، و المنحول هو ذلك المضاف الیه اختلاقا و تقولا و ادعاء علیه، و انتحل فلان شعرا أو كلاما.


و كذلك تنحله اذا ادعاه لنفسه و هو لیس له بل لغیره. و هذا مما قد اتفق علیه الصحاح و القاموس و أساس البلاغة و مجمل اللمعة[916].


و قال قوم: انتحلت الشی‏ء اذا ادعیته و أنت محق، و تنحلته اذا ادعیته مبطلا و بیت الاعشى یدل على خلاف هذا و هو:

















فكیف أنا و انتحالی للقوافی‏


 

بعد المشیب كفى ذاك عارا


     


 


قوله: اذ لفتت نعجة


أی لفتت وجهها و التفتت الیه، یقال: لفته عن كذا اذا صرفه عنه، و الى كذا اذا صرفه الیه.


قوله: فان الذئب عاما أول‏


أول أصله على أوأل على أفعل مهموز الوسط على ما هو مذهب الاكثر، لا ووأل على فوعل كما ذهب الیه بعض، و هو بفتح اللام منصوبا غیر مصروف على أفعل التفضیل، أو أفعل الصفة ملحوظا فیه اعتبار الوصفیة.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 445


فقلت: لا علمن حقیقة هذا أو كذبه، فجئت الى الراعی فقلت له: یا راعی تبیعنی هذا الحمل؟ قال، فقال: لا، فقلت: و لم؟ قال: لان أمه أفره شاة فی الغنم و أغزرها درة، و كان الذئب أخذ حملا لها عند عام الاول من ذلك الموضع، فما رجع لبنها حتى وضعت هذا فدرت، فقلت: صدق‏


______________________________

و فی عضة من النسخ «عام أول» بالتنوین مجرورا باضافة العام الیه على مجرد وزن أفعل الصفة منسلخا عن اعتبار معنى الوصفیة فیه مطلقا فی اللهجة و الطیة رأسا.


و انما معناه الملحوظ البداءة و الابتداء و المبدأ فیكون مصروفا، و كذلك اذا كان فی محل النصب، كما اذا قلت جئتك أو لا أی ابتداء.


أو فی محل الرفع كما اذا قلت: لیس له أول أی مبدأ، فقولك مثلا فعلت كذا أولا و آخرا معناه ابتداء و انتهاء، و النصب على التمیز.


أو على أنه منزوع الخافض لا على الظرف كما ینساق الیه و هم غیر المحصل.


و المتمهر المتثبت یعلم أن الانتصاب على المفعول فیه و على نزع الخافض وراء الانتصاب على الظرفیة، ففی قولك سكنت دارا انتصاب على نزع الخافض و فی قولك جئت قبلك انتصاب على الظرف، و الظرف برأسه أحد المنصوبات.


و ربما تستعمل أولا بمعنى قدیما فینصرف أیضا، تقول: أنعمت علی أولا و آخرا، أی قدیما و حدیثا.


فان قلت: هلا اعتبرت فیه الوصفیة الاصلیة فلم تصرفه أصلا؟


قلت: اعتبار الوصفیة الاصلیة انما یتأتی فی المنقول و هذا من قبیل المشترك فهذا حق القول الفصل.


و فاضل تفتازان فی التلویح و فی حاشیة الكشاف قد زل هنالك فی تفسیر كلام الجوهری و تحریر مرامه، فنحن قد رددنا علیه و أوردنا مر الحق فی المعلقات على إنجیل أهل البیت‏[917] علیهم السّلام.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 446


ثم أقبلت فلما صرت على جسر الكوفة نظر الى رجل معه خاتم یاقوت، فقال له: یا فلان خاتمك هذا البراق أرنیه، قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار فی یده رمى به فی الفرات، قال الاخر: ما صنعت، قال: تحب أن تأخذه؟ قال: نعم، قال، فقال بیده الى الماء، فأقبل الماء یعلو بعضه على بعض حتى اذا قرب تناوله و أخذه.


و روى عن سفیان الثوری: أنه قال جابر الجعفی صدوق فی الحدیث الا أنه كان یتشیع، (1) و حكی عنه أنه قال: ما رأیت أورع بالحدیث من جابر


______________________________

ثم فی بعض نسخ الكتاب «عام الاول» بانتصاب العالم على الظرف و اضافته الى الاول، بادخال الالف و اللام علیه.


قال فی المغرب: فعلت هذا عاما أول على الوصف و عام الاول على الاضافة و أی رجل دخل أول فله كذا مبنی على الضم، كما فی من قبل و من بعد.


و مثله فی المفردات‏[918] و الفائق و غیرهما. و حكى فی الصحاح عن ابن سكیت المنع من ذلك‏[919]، و فی القاموس جوازه على القلة[920].


قوله رحمة اللّه: انه قال جابر الجعفى صدوق فی الحدیث الا انه كان یتشیع.


قال أبو عبد اللّه الذهبی فی میزان الاعتدال: جابر بن یزید بن الحارث الجعفی الكوفی أحد علماء الشیعة، له عن أبی الطفیل و الشعبی و خلق، و عنه شعبه و أبو عرانة و عدة.


قال ابن المهدی عن سفیان: كان جابر الجعفی ورعا فی الحدیث ما رأیت‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 447


347- نصر بن الصباح، قال: حدثنی اسحاق بن محمد البصری، قال:


حدثنا محمد بن منصور، عن محمد بن اسماعیل، عن عمرو بن شمر، قال، قال: أتى رجل جابر بن یزید فقال له جابر: ترید أن ترى أبا جعفر؟ قال: نعم، قال:


فمسح على عینی فمررت و أنا أسبق الریح حتى صرت الى المدینة


______________________________

أورع منه فی الحدیث، و قال شعبة: صدوق، و قال یحیى بن بكیر عن شعبه: كان جابرا اذا قال أنا و ثنا و سمعت فهو من أوثق الناس، و قال وكیع: ما شككتم فی شی‏ء فلا تشكوا ان جابر الجعفی ثقة.


و قال ابن عبد الكریم: سمعت الشافعی یقول: قال سفیان الثوری لشعبة لان تكلمت فی جابر الجعفی لا تكلمن فیك، زهیر بن معاویه قال، سمعت جابر بن یزید یقول: عندی خمسون ألف حدیث ما حدثت منها بحدیث.


ثم قال: و ذكر شهاب أنه سمع ابن عیینة یقول: تركت جابرا الجعفی و ما سمعت منه قال: دعا رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله علیا فعلمه مما تعلم، ثم دعا علی الحسن فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسن الحسین فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسین ولده حتى بلغ جعفر بن محمد، قال سفیان: فتركته لذلك.


ابن عدی بالاسناد عن الحمیدی سمعت سفیان سمعت جابرا الجعفی یقول:


انتقل العلم الذی كان فی النبی صلّى اللّه علیه و آله الى علی، ثم انتقل من علی الى الحسن، ثم لم یزل حتى بلغ جعفرا.


الجراح بن ملیح یقول: سمعت جابرا یقول: عندی سبعون ألف حدیث عن جعفر عن النبی صلّى اللّه علیه و آله كلها.


العقیلی بالاسناد عن زائدة یقول: جابر الجعفی رافضی یشتم أصحاب النبی صلّى اللّه علیه و آله الحمیدی سمعت رجلا یسأل سفیان: أ رأیت یا أبا محمد الذین عابوا على جابر الجعفى؟ قوله حدثنی وصی الاوصیاء؟ فقال سفیان: هذا أهونه.


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 448


قال: فبینا أنا كذلك متعجب اذ فكرت فقلت: ما أحوجنی الى وتد أوتده فاذا حججت عاما قابلا نظرت هاهنا هو أم لا، فلم أعلم الا و جابر بین یدی یعطینى وتدا، قال: ففزعت، فقال: هذا عمل العبد باذن اللّه فكیف لو رأیت السید الاكبر! قال: ثم لم أره.


قال: فمضیت حتى صرت الى باب أبی جعفر علیه السّلام فاذا هو یصیح بی أدخل لا بأس علیك، فدخلت فاذا جابر عنده، قال؛ فقال لجابر: یا نوح غرقتهم أولا بالماء و غرقتهم آخرا بالعلم فاذا كسرت فاجبر.


قال: ثم قال من أطاع اللّه أطیع، أی البلاد أحب إلیك؟ قال: قلت الكوفة قال: بالكوفة فكن، (1) قال: سمعت أخا النون بالكوفة، قال فبقیت متعجبا من قول جابر فجئت فاذا به فی موضعه الذی كان فیه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو تنحى؟ قال: فقالوا لا، و كان سبب توحیدی ان سمعت قوله بالالهیة و فی الائمة هذا حدیث موضوع لا شك فی كذبه و رواته كلهم متهمون بالغلو و التفویض‏


______________________________

عن ابن عیینة قال: جابر الجعفی یقول: دابة الارض علی. انتهى ما فی میزان الاعتدال.


قوله (ع): بالكوفة فكن‏


فكن على صیغة الامر بالكینونة، أی فبالكوفة كن قال: فاذا قال علیه السّلام ذلك فلم ألبث و اذا أنا بالكوفة.


و قوله «سمعت أخا النون بالكوفة» یحتمل أن یكون معناه قال الرجل فاذا أنا سمعت بالكوفة صوت جابر ینادینی باسقاط حرف النداء و یقول: أخا النون، و انما سماه أخا النون لسباحته فی بحر الحیرة و التعجب كما یسبح الحوت فی البحر.


أو أنه قال الرجل: سمعت أبا جعفر علیه السّلام بعد قوله بالكوفة فكن یقول: أخا النون بالكوفة، أی أخا النون كن بالكوفة تأكیدا لقوله بالكوفة فكن، فیكون علیه السّلام‏


اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج‏2، ص: 449


348- حدثنی محمد بن مسعود، قال: حدثنی محمد بن نصیر، عن محمد بن عیسى.


و حمدویه بن نصیر، قال: حدثنی محمد بن عیسى، عن علی بن الحكم، عن عروة بن موسى، قال: كنت جالسا مع أبی مریم الحناط و جابر عنده جالس، فقام أبو مریم فجاء بدورق من ماء بئر منازل ابن عكرمة، فقال له جابر: ویحك یا أبا مریم كأنی بك قد استغنیت عن هذه البئر و اغترفت من هاهنا من ماء الفرات، فقال له أبو مریم: ما ألوم الناس أن یسمونا كذابین- و كان مولى لجعفر علیه السّلام- كیف یجی‏ء ماء الفرات الى هاهنا.


قال: ویحك یحتفر هاهنا نهر أوله عذاب على الناس و آخره رحمة یجرى فیه ماء الفرات، فتخرج المرأة الضعیفة و الصبى فیغترف منه، و یجعل له أبواب فی بنی رواس و فی بنی موهبة و عند بئر بنی كندة و فی بنى فزارة حتى تتغامس فیه الصبیان.


قال علی: انه قد كان ذلك (1) و ان الذی حدث علی و عمر لعل أنه قد سمع بهذا الحدیث قبل أن یكون‏


______________________________

قد سماه أخا النون لكونه سابحا كالنون فی بحر التحیر.


و هذا أظهر لقوله علیه السّلام أولا یا نوح غرقتهم أولا بالماء و غرقتهم آخرا بالعلم‏[921].


قوله: قال على: انه قد كان ذلك‏


قال علی كلام محمد بن عیسى، و أن الذی حدث الى آخر كلام أبی عمرو الكشی، و المعنى قال علی بن الحكم: قد كان ذلك أی ما قد أخبر به جابر من احتفار النهر هنا و جریان ماء الفرات فیه، فكأنه- أی علی بن الحكم- قد أدرك ذلك و رءاه